الداخلة الآن
على هامش الدينامية الديبلوماسية التي تعرفها الصحراء من خلال فتح قنصليات خاصة بعدة دول افريقية جسدت اعترافا مباشرا بواقع الأمر وبممارسة المغرب للسيادة الكاملة على الصحراء، يبدو أن الوضع مناسب للجزائر من أجل أن تحذو حذو الدول الافريقية المذكورة وتساهم على الأقل في الشق الانساني من خلال اجراءات بناء الثقة.
لطالما دعا مجلس الامن الدولي من خلال قراراته ذات الصلة بنزاع الصحراء بضرورة المساهمة في اجراءات بناء الثقة بين طرفي النزاع، ولعل الجزائر كطرف أساسي معنية بالنزاع وتستضيف مخيمات تندوف على أراضيها يجب أن تسهم ايجابيا في هذا الحل من خلال افتتاح قنصلية بالعيون لتسهيل تنقل الصحراويين من والى المخيمات.
ان مبادرة المغرب لدعوة الدول الافريقية لتشييد قنصليات بالصحراء، قد يكون عاملا ايجابيا لفتح جسر جوي مع مخيمات تندوف قد يساهم في ربط أواصر العلاقات الانسانية بين الصحراويين المقسمين بين المخيمات والأقاليم الصحراوية، وقد يدعم الجهود الأممية في الملف خصوصا تلك المرتبطة بالملف الانساني.
ان حالة الجمود والقطيعة الاجبارية بين الأسر المقسمة والتي لم يكتب لها اللقاء منذ ثلاث عقود ونيف، يساهم في زيادة المعاناة الانسانية للصحراويين، ولعل التعنت الجزائري كان سببا رئيسيا في هذه الأزمة، لذلك فأفتتاح قنصلية بإحدى مدن الصحراء ورعاية تنقل الصحراويين نحو المخيمات قد يساهم في تخفيف المعاناة الانسانية للصحراويين ويسهم في ربط العلاقات الاسرية مجددا في ضفتي هذا النزاع.
الداخلة الآن حاولت خلال المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة طرح الفكرة أمامه من أجل دعوة الجزائر رسميا لذلك، لكن توقيت الندوة الصحفية حال دون تمكننا من ذلك.