الداخلة الآن
من يتابع تصريحات كتائب ومحاميي عزيز اخنوش، وتبريراتهم السخيفة التي جاء نبأ إحداها على لسان "مصطفى بايتاس" الابن المدلل لزعيم التجمعيين، يرى بأنها ركزت على ان التصريحات اخرجت من سياقها وأعطيت حمولة اخرى بإعتبار ان عزيز اخنوش تحدث بصيغة الجمع وليس الفرد في قوله "خاص نعاودو لهم الترابي..".
الاشكال ان تابعي أخنوش بإحسان لم يفهموا بعد ان تصريحاته لا تحتاج لتبريرات وحمولات وسيم وجيم لفهمها، لأن الاشكال الحقيقي هو في مغزى ومعنى "التربية" التي يقصدها زعيم التجمعيين، وهو المعنى البوليسي للكلمة الذي يوحي على مفهوم التعنيف والتأديب بالأساليب الراديكالية المتعارفة.
غير ان عزيز اخنوش تناسى عن عمد ربما بأن المغاربة فعلا يحتاجون للتربية، لكنها التربية بتوفير مناصب الشغل وسد ثقوب امتهان الكرامة بالبلاد على كثرتها، تربية المغاربة بالصحة الجيدة من خلال تطوير المستشفيات وتعميم مجانية العلاج، المغاربة يحتاجون لإعادة التربية فعلا بتطوير المدرسة العمومية وفتح البحث العلمي وتحديث التعليم ليصبح على الاقل في مستوى تعليم الدول الثالثية بالعالم.
المغاربة يا صاحب المليار دولار يحتاجون لإعادة التربية بالكرامة وزيادة منسوب حرية التعبير والرأي والفكر والدين وحرية الابداع، يحتاجون لاعادة التربية بالتوزيع العادل للثروات وبمسؤولين موظفين لدى الدولة وليس مسؤولين يوظفون الدولة، يحتاجون لإعادة التربية على برلمانيين منهم يخدمونهم بتعويض بخس على اتعاب تكليفية وليست تشريفية، يحتاجون فعلا حسب قولك لإعادة التربية لكن بطريقة تزرع حب الوطن في قلوبهم وتجعلهم معتزين بوطنهم وقيادته في كل البقاع وبأسلوب يغنيهم عن ركوب أمواج البحر بحثا عن تربية جيدة في بلاد اخرى.
اذا شتان بين تربيتك "البوليسية" والتربية التي كنا نأمل ان تكون عماد ما تعنيه في خطابك الرنان والمقزز في وقت واحد.