الداخلة الآن
اقتلوا الداخلة الآن او اطرحوها أرضا يخلو لكم وجه الخطاط، فما كان إلا أن قذفوها في بئر من الإشاعات التي بلغت ببعض شعرائهم أن قالوا بأننا أصحاب تجارة لا تبور ونكنز الذهب والفضة ببيع الكلمة للخطاط تارة ولغيره تارة أخرى.
ماج الأفاكون وألقوا سهام نقدهم وأباطيلهم علينا ليكسروا شوكة موقع لم يمض على حياته أكثر من سنتين، كانت كافية بحلوها ومرها لتنتصر لخط تحريره وتقبض عليه قبض الماسك على الجمر في وقت كان فيه الوقوف مع الخطاط وحزبه كالوقوف مع الشيطان الأكبر أو يزيد.
ولأننا لم نكن أصحاب مطمع في من تنقطع الاعناق إليهم بحثا عن وليمة أو ظرف "تدويرة"، فقد جنينا على أنفسنا ما جنته براقش على نفسها بأن هددت حياتنا يوما واحرقت سياراتنا في سبيل الكلمة التي كان الخطاط وطموحه السياسي المشروع أصلها وفرعها، فلم نتوانى عن دفع الباطل عنه ونصرة ذلك الخط وليكن ما يكن..
واليوم ونحن على أعتاب عصر جديد وحقبة تقوى فيها من دفعنا عنهم أباطيل جبابرة الامس، فإننا لم نندم ولم نكن في حيرة من أمرنا ونحن نلوذ بالكلمة دفاعا عن خط تحريرنا الذي نراه ولازلنا خط صواب وصلاح، فلم يخيبنا الواقع كما لم يخيبنا حسن الظن بالخطاط الذي يبقى في نظرنا مجرد شخصية سياسية لها ما لها وعليها ما عليها، وليست في موضع التقديس ولا التبجيل متى دعت لذلك ضرورات التوجيه ومباحات الإصلاح الذي نرجوه بهذه الجهة.
ولأن البعض يرانا متخندقين تارة متى صار خطنا عن شماله وأبطال فاتحين متى صار خطنا عن يمينه، فالاصل أننا نخط دفاعا عن وطننا وملكنا أولا ووحدة واستقرار وامن ارضنا ثانيا، ثم دفاعا عن ساكنة جهة تموج بها الأحداث موج المد والجزر دون أن يتغير حالها نحو الأفضل وهي التي تحسب على أغنى جهات المملكة وأكثرها تنوعا في المداخيل والقطاعات المدرة للدخل.
وبما أن الماضي القريب يحكي عن محاكماتنا دفاعا عن الكلمة التي أردنا إيصالها، فلا غرو أن يستنجد البعض بالتدليس والاباطيل لفتح نافذة كسر العزيمة وسط طاقم جريدتنا الذي أثبت كفاءته ومهنيته رغما عن بعض الزلات والانزلاقات التي قد تقع، فلا إعلام اليوم دون توجيه ولا إعلام دون قيود تحد عنفوانه وأندفاعه، خصوصا واننا في بلاد لاتزال تقبع في خانة الدول الحمراء في حرية الصحافة، وهو شئ نأمل أن يزول مستقبلا لنكون قادرين على العطاء بحرية أكبر وأكثر مهنية مما نحن عليه اليوم.
وحيث أن جهة الداخلة التي لنا فخر الانتماء لها قد تقاسمها إخوة الفساد وجلاوزة النفوذ والرساميل المشبوهة، فقد كنا دوما في صميم البحث عن مكاشفتهم للراي العام حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود في عتمة هذا الفساد الذي بات يكتم أنفاس ساكني هذه الربوع، لذلك ظل ملفنا مطروحا دوما للمداولة بين مديريات الامن تارة والمحاكم تارة أخرى، وكلنا ثقة بأن السجن أحب إلينا من صفح الفساد وأربابه.
لذلك وكما عودتكم الداخلة الآن على المسؤولية والمهنية في نهجها، فستبقى كما كانت صوت الساكنة بالداخلة وافضل تعبير عن كلام في صدور المحرومين لم يستطيعوا إبلاغه لمسؤولي هذه البلاد، ولن نحيد قيد أنملة عن خطنا التحريري الذي كان التغيير بالمجالس جوهره الأساسي والخطاط عماده الابرز الى حين تشبيب تلك المجالس أو يجري علينا ما يجري على غيرنا من باقي الجهات التي تتناوب على تدبيرها الاحزاب كل 5 سنين بدل الابدية التي تراد لنا.
لكل ذلك نقول بأن دعم جمهورنا أكبر ربح لنا، أما اصحاب الإفك وما أكل من سحت فمصيرهم كمصير ما ألقى سحرة فرعون.. وسنلقي مَا فِي يَمِينِنا تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ..