الداخلة الآن
تقول احدى شابات مدينة الداخلة ان ظاهرة "بونتي" هي صناعة موريتانية تلقفها مجتمع الصحراء لتتحول لبند أساسي من بنود الزفاف الصحراوي الباهض التكاليف أصلا..
وتعرف "بونتي" نسبة للشكولاطة الشهيرة، بأنها عادة مستحدثة تفرض على العريس ان يشتري الشكولاطة وهاتف حديث التصنيع وبعض العطور الباهضة ويقوم بعرضها أمام العروسة بمجرد انتهاءها من حناء العرس.. بل ان هذه الظاهرة باتت مستحدثة حتى في مناسبات اخرى كالاحتفال بإرجاع المطلقة وبأعياد الميلاد وغير ذلك.
في الاقاليم الجنوبية يعيش المجتمع على وقع ظاهرة العزوف عن الزواج مع ارتفاع نسبة العنوسة بين الطرفين، وترتبط هذه الظاهرة في الغالب الأعم بأسباب مالية ومادية أكثر من رجوعها إلى ما هو إيديلوجي.
ولا يمكن ربط العزوف بالصحراء بأحكام مدونة الأحوال الشخصية وتعويضها بمدونة الأسرة، التي دخلت حيز التنفيذ عام 2004، لأن المجتمع الحساني ينحاز سوسيولوجيا إلى جانب النساء، ويضع المرأة في هالة من التقديس المحمود.
غير انه بالنظر لعادات الزواج فإن الملاحظ هو وجود هجمة رأسمالية اجتاحت المجتمع بالجنوب، وتطور تناقل الاخبار من خلال تطور الميديا وشبكات التواصل، ما حذى باهل الصحراء الى الدخول في تسابق على البذخ واظهار المستوى الاجتماعي للعائلات خاصة الثرية منها من خلال شكل الزيجات. ولعل ذلك ما انعكس على الاسر المتوسطة الدخل وحتى الفقيرة التي تحاول كذلك نهج نفس الاسلوب رغم شح الامكانات.
ويرى متابعون أن تأثر المجتمع بالصحراء بما يجري بموريتانيا كان عاملا مهما في تحديد شكل الزيجات، حيث جرى ادخال عدد من العادات التي لا علاقة لها بالتقاليد والموروث الصحراوي بالجنوب، ومن بينها ظاهرة "بونتي" التي باتت جزءا اساسيا في الاعراس قد يؤدي إلغاءه بالعريس الى جلب سخط عروسه أو أسرته حتى، والتي تحب التباهي بزيجات الابناء ومسايرة ما يجري في كافة الاعراس.
هذا وباتت مثل هذه العادات وتناسلها سببا اضافيا في زيادة تكاليف الزيجات بالصحراء، مما بات يتسبب في زيادة صبيب العزوف عن الزواج، وذلك في ظل تراجع المكون القبلي عن دوره التوجيهي وتراجع الدولة والمجتمع المدني عن وضع ضوابط او الحث عليها لتسهيل الزيجات بالجنوب.