الداخلة الآن
هذا زمن دخلت فيه العبثية الخلاقة برموزها عالم الإجماع الرسمي داخل مغرب الثقافات وأسست مجالس وطنية لها مدعومة من أموال الشعب ، وصار الميسورون من "عيوشي" العلمانية السطحية منظرين فيما يجوز وما لا يجوز من إرث أمة الضاد.
جلوس على أرائك المال العام يقودهم حدس البنك الدولي نحو تجهيل الشعب وإفراغ ما تبقى من اجيال تنويرية لم يعد منها إلا ما جادت به قارعة التشرميل وبوائق العصر. وحديث التطور وفهم الأجيال عندهم بما فيه من انتقائية ليس سوى أسلوبا جديدا لدفع السلم عن المغرب وخلق وطن جديد لهم يسير على قدر عبثهم دون أحترام للتعدد وعقول باقي العرقيات التي تتقاسم هذه الرقعة من العالم.
حديث التدريج حديث قديم لعبت به أنامل بعض اليائسين من منظومة تعليمية ضربها أوباش المسؤولية بمعول "كريستين لاغارت" ضربة رجل واحد حتى تفرق دمها بين غياب مجانية التعليم و"التبغرير" وما جاوره من ألفاظ أضحكت من جلهنا باقي الامم.
بانوراما أناركية كانت " الحسانية ضحية لها وسط جزء جنوبي فسيح من المملكة لا يعرف من الدارجة غير كلمات منتقات من الشارع سرعان ما تتبخر عند دخول أصحابها بيوتهم ليستفردوا بهويتهم التي يريد لها عيوش وأنصاره في حكومة الإسلاميين أن تندثر.
لا عجب إذن في شياع ثقافة الإنفصال وتشبع أهل الصحراء بقناعة إلإجهاز على تراثهم الثقافي والشعبي عبر تدجينهم على مفاهيم دخيلة تعني فئة أخرى من الشعب المغربي. فالحكم الذاتي الذي لطالما كان لواء الدولة ولوحة دفاعها عن مغربية الصحراء لايحيد عن ضمان حق الصحراويين في الحفاظ على لهجتهم بعيدا عن طمسها بمقررات تربوية تدس السم في العسل وتحاول تلقينهم لهجة الغير بإسم "البيداغوجيا" وإصلاح التعليم.
فالى أين يسير المخزن ومرشدوه بسياسة "التدريج" بمدارس الصحراء ؟