الداخلة الآن
لايزال دعم النساء في المشاركة السياسية بشكل يعكس حجمهن في المجتمع، يساهم بفعالية في تأكيد حقهن في المواطنة، وفي المساواة، باعتبارهن يشاركن في اتخاذ القرارات التي تهم الحياة السياسية لأوطانهن. وهذا طبعا يفرض تحديات كبرى، بالنظر إلى المنظومة الثقافية التي ما تزال تتحكم في المجتمع المغربي. فالموروث الثقافي وأنغلاق المجتمع وذكوريته المفرطة، كلها تحديات تعيق ولوج المرأة بشكل كبير للحياة السياسية.
وبعد الدسترة الجديدة وزيادة مقاربة النوع والتنصيص عليها دستوريا بات البرلمان المغربي يخصص ربع مقاعده (81 مقعد من أصل 395 مقعد) للنساء. وهو أمر أظهر مدى جدية النساء وكفاءتهن في تمثيل الناخبين على أحسن وجه. ولعل مثالنا على ذلك ينطلق من تجربة ممثلي جهة الداخلة وادي الذهب تحت قبة البرلمان.
إنطلقت المرأة بحهة الداخلة وادي الذهب بداية مع السيدة "حياة الدليمي" كأول أمرأة تقتحم عالم السياسة بالجهة، حيث أثبتت كفاءتها وكسرت طابوهات الموروث الثقافي الذي كان ينظر للمرأة كمكمل للرجل وليست كإنسان حر يستطيع إثبات جدارته سياسيا في تقلد كافة المناصب.
بعد فترة صعود "حياة الدليمي" الى قبة البرلمان، لم تحاول إمرأة كسر الطابوهات من جديد وتمثيل المواطنين بجهة الداخلة وادي الذهب، حتى أقتراع 2011 الذي صعدت من خلاله النائبة "عزوها العراك"، وتواصل في سنة 2016 مع صعود نائبة جديدة عن نفس حزب العراك "سينا تكرور". ولعله من خلال تجارب النائبات المحترمات فإن أغلب المتابعين يرون بأن تمثيلية المرأة تعد أكثر نجاحا وبروزا وقربا من هموم المواطنين من تمثيلية الرجال الذين يراعون على الأغلب مصالحهم الضيقة والخاصة.
تأنيث السياسة بجهة الداخلة وادي الذهب يتصاعد شيئا فشيئا ونجاحات حياة الدليمي وعزوها العراك وسينا تكرور، ستبقى شاهدة على أن من منحوا أصواتهم لتمثلهم إمرأة أكثر حكمة وأستشرافا للمستقبل من من صوتوا على الرجال الذين يدافعون اليوم عن مصالحهم الخاصة ومصالح ذويهم ومن أوصلوهم لقبة البرلمان.
فهل تعطي الداخلة لنسوتها مزيدا من المسؤوليات بعد نجاحات نساءها البرلمانيات ؟؟..