الداخلة الآن
انهالت الآلة الاعلامية لدول القارة العجوز تباعا على المغرب ملكا ومؤسسات وشعبا بالتشويه المتعمد العابر لحدود المعقول والهادف لتطويع سيادة الدول وتركيع توجهاتها وفق ما يناسب احلام تكتل هرم يعيش اخر أيامه الوجودية.
ولعل النظارة الملكية التي اعلن عنها الملك محمد السادس في تغيير سياسي وديبلوماسي لخارطة التوجهات المغربية في علاقتها بالاخر كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، بعد أن انهى الملك سنوات من لي الذراع والابتزاز والمقايضة الغير متكافئة لعديد المنافع والملفات التي وجد المغرب نفسه مجبرا على التعامل معها بإسم الحفاظ على وحدته الترابية ومحاولة حفظ جزء من أراضيه بات مطمح القوى الدولية الذي حولته لمزاد مفتوح مع الجارة الشرقية.
وضوح الملك الصادم لتكتل أوروبا المسرع نحو حتفه المحتوم، جعله يرفض كلام جلالته في جعل المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به المغرب صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات، هو ملف الصحراء دون غيره من الملفات الاخرى، وهو ما تحول اليوم لهجومات شرسة من قوى كانت الى الأمس ترى في المغرب بوابتها الافريقية، لتظهر لنا حجم البراغماتية المتوحشة التي تحكم هذه الكيانات.
إننا كصحراويين ومن بوابة ما نراه اليوم من تكالب على المملكة وعلى جلالة الملك يبين حقيقة ما يخبئه المستقبل لنا في ظل نظرة هذه القوى الدولية المهووسة بماضيها الاستعماري، والمهتمة بزيادة سعير الفوضى والنزاعات المسلحة وانعدام الأمن والاستقرار بمنطقة شمال افريقيا، وهو واقع مرتبط اساسا ببقاء المملكة المغربية كقوة اقليمية منافسة للجزائر، وهو ما يتحقق بوجود جلالة الملك ضامن بقاء الدولة وموحد المغاربة.
إن ما نراه اليوم من ظهور فبركات وتقارير وتحقيقات تستهدف السمعة الدولية للمغرب، وما تبعه من تشويه لرأس الدولة، كان اخره تقرير القناة الالمانية DW عن الملك محمد السادس والذي يبدو بأنه استمرار لمسلسل تطويع المغرب ورده عن قراراته السيادية وعدم قبوله بمواصلة ابتزازه بقضيته الوطنية الاولى، لن يأثر بتاتا على العلاقة التاريخية الوطيدة بين الملك وأبناء الصحراء، ولا على المسار التنموي والنهضة المتواصلة لإنعاش المنطقة الذي أثبت من خلاله الملك محمد السادس أن علاقته بالصحراء والصحراويين تتجاوز أي مسارات ومخططات كيدية من قوى تحب رؤية الصحراء مسمارا في عقب المغرب.