الداخلة الآن
من غير المقبول اليوم في وطننا أن يتم تحويل بعض المجالس المنتخبة الى وسيلة للإستغناء وخدمة المصالح والتنمية الموريتانية لدولة جارة كانت الى الأمس القريب تحتل جزءا من بلادنا وهي منطقة تيرس الغربية او ما يعرف اليوم بإسم وادي الذهب، ولعل ما كشفته صحيفة الصباح في وقت سابق حول تحويل عدد كبير من الرواتب من ميزانية أحد المجالس نحو الجارة الجنوبية ليس سوى سيل من فيض من خدمة رؤساء هذه المجالس للأجندة الاستخباراتية الموريتانية ومصالح الدولة الموريتانية في هذه البلاد التي يدعون الولاء لها.
اليوم وبعد أن باتوا يحاولون زرع البلبلة وقطع دابر التوافقات وفرملة التنمية بهذه الربوع، نجدهم يدبرون التوافقات في مسقط رأسهم لدعم الرئيس الموريتاني الحالي ومحاولة اللعب على الخلاف الذي يجمع بين الرئيس الموريتاني السابق وبلادنا من أجل الاستفادة من عطايا من يجندهم في الجارة الجنوبية، ولعل استفادتهم بأمر من السلطة العليا بموريتانيا من وحدات تجميدية لتصبير الأسماك في اكبر مدينتين في الجارة الجنوبية، يعكس توجههم لخدمة المصالح العليا للنظام الموريتاني الحالي والسير على أجندته التي تلعب على الحبلين في ملف الصحراء دون أن يسير وفق ما سطره جلالة الملك من ضرورة الوضوح في ملف الصحراء للإستفادة من الشراكات المغربية المربحة.
هذا وبعدما كانوا بالأمس يتحسسون رقابهم بالمحاكم الوطنية لإثبات ولائهم للوطن وابعاد شبهة الولاء والتجنيس من الجارة الجنوبية، اليوم يؤكدون مجددا صلتهم العميقة بها وقربهم من دوائر القرار بها ومحاولة تصدير المال العام المخصص للمواطنين المغاربة ورعايا جلالة الملك بهذه الربوع لتحويلها نحو دول اخرى لايزالون يعشقونها حد الثمالة ويستفيدون من عطاياها ويخدمون اجندتها العليا في لعبة ذي وجهين سوف نكشفها قريبا بالادلة والبراهين، وان غدا لناظره لقريب.