الداخلة الآن
ولنجتاز على نقاط من الحاضر مشى فيها الحزب الفاسي بالداخلة مشي البربري بلا قائد ولا مكتري. لم ينفذ بمن فيه من أقطار الحزبية النظامية التي قبع تحتها منذ نهاية الحقبة الموريتانية والى الأمس القريب. ميزان التنظيم الاستقلالي ميزان مبعثر ليس للعامة. إنه ميزان السلاليم المجالسية وخدمة الفردانية وتقزيم العمل الجماعي أليس هو حزب الدعم وبطائق الدفع العابر للحدود الجنوبية! هو كذلك ما دام جمع بين من لا ولاء له وبين من يرى النضال الحزبي في "تطبيل أو إشادة برأس المجلس" كن إطارا أو معدما، المهم أن تكون "طبالً" .
لم يصنع من السياسة إلا ما شاذ ونذر قياساً بما تذوقه من مقلب التحالفات وشطارة "الاخنتوشية"، ولولا تراث خلده وجود آل الرشيد على رأسه جهويا لما جاوز بمن يديرون كفته حد النيابات ناهيك عن مجد الهيمنة..
الميزان وما ادراك ما الميزان، قارب السياسة الأكبر بالداخلة الذي ظل اكبر تجمع لساكنة المدينة الأصليين، يصبح اليوم هشيما تذروه الرياح بعد أن خربته أيادي العشق الممنوع لواردات النفاق القادم من وراء مجالس التقديس، فلا تكاد تجد من تنظيماته ومناضليه وهياكله غير مقر خرب لحزب ظل مفعما بالحياة منذ ساقت الدولة البدوي بهذه الربوع نحو دوائر الانتخاب.
لقد جاء عرس الميزان وتلميم بقايا زلزال "نحن ما يحكم فينا حد" فلا تعجبن إذا خرج متسولو موائد الصفقات واكراميات المجلس الأنعم من دين الفاسية أفواجاً، فالذي دخل إلى الحزب ببطنه يخرج منه بطنه. لكن الذي ليس بالطبيعي هو تحول الحزب إلى مجمع للمنقلبين والمتمردين على سياسات طغا فيها التفرد بالقرارات والمراوغة ومحاولة ترقيع تحالف أهون من بيت العنكبوت، فترى مما ترى مجالس يشق فيها المنتمون للميزان عصا الطاعة ويظهرون أن من يتقلدون رأس الحزب يغردون خارج السرب بعد أن ظنوا بالتدرج القيادي للأحزاب الظنون.
إنه زمن الانقلاب على "الرشيدية" ومحاولة تسفيه لعمل شيخ من شيوخ المنطقة يرى السياسة بأبعادها البعيدة، بينما لا يتعدى نظر من يرون في تدبيره للحزب "منقصة" حدود أصابعهم الممؤسسة على شفا جرف هار، فإذا بلغك تخبط القوم فأعلم أن ساعة تعديل كفة الحزب ستكون أطول على من إختطفه ذات يوم معتقدا أن استغلال برامج عمومية لطحن منافسيه هو مناسبة لخلود مجده في كرسي لم يسلم من الاذى الرفيع حتى سقط على جنباته رأس شباط.
إنه المغرب ومدارس السياسة العريقة التي بنيت في جهات المملكة الشمالية، وأسأل عن تلك التي في عاصمة الصحراء، تجيبك عن سنين محراث عمل أصحابه على إقتلاع أركانها فعادوا أدراجهم بخفي حنين..ولعل السائل يسأل بالداخلة الى متى يطول صبر المتحالفين مع حزب لا يستطيع رأسه ضبط أعضاءه والمترشحين بإسمه في مجالس باتت تتخبط في أوحال تمرير الصفقات والشبهات وتجويع المواطن وتفقيره في عز أزمة تمتد جذورها من حرب بوتين على الأوكران وتنتهي بأسعار تلتهب في لقمة المصوتين.. ولا سائل عن حالهم..