الداخلة الآن
علمت الداخلة الآن من مصادر خاصة أن الحاج مولاي حمدي ولد الرشيد منسق حزب الاستقلال بالجهات الجنوبية الثلاث وعضو اللجنة التنفيذية لذات الحزب، يستعد لتقديم مرشحه خلال الانتخابات الجزئية الخاصة بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، وهو ما يؤكد وجود غضب كبير من عراب حزب الاستقلال بالصحراء على قيادة الحزب جهويا ويؤكد وجود شرخ غائر في العلاقة بين الحاج حمدي ومنسق الحزب بالداخلة.
ولعل ما يعزز هذا الشرخ الغائر هو الاستقبال الباهت الذي حظي به رابع شخصية رسمية على مستوى الدولة ورئيس مجلس المستشارين ورئيس نقابة الحزب مركزيا السيد النعم ميارة بمطار الداخلة، حيث لم يكن الاستقبال لائقا بمقامه كشخصية لها وزنها الرسمي وابن احدى العائلات العريقة على مستوى الجهات الجنوبية للمملكة.
لقد جاوز الحاج حمدي بطموحه حدود المعقول وكان دوما حصنا منيعا للحزب على مستوى جهات الصحراء والسبب الرئيسي في الدفاع عن مسيرة الحزب الناجحة على مستوى هذه الجهة، غير أن محطة الانتخابات الاخيرة والتي خسر فيها الحزب تقريبا جل المناصب الكبرى والهامة بالداخلة عدى عن رئاسة الجهة طبعا، وما تلاها من مساس بشخصه ورمزيته كأحد شيوخ المنطقة المحترمين وكقائد حقيقي حزبيا وانتخابيا، كانت السبب الأساسي في ردة فعله الغاضبة على قيادة تحاول التمرد على الشخصية التي منحتها رئاسة الجهة في 2015.
من غير المقبول في الخلافات الحزبية وحتى الانتخابية أن يتحول هذا الخلاف الى التقليل من تقدير من يمثلون قيادة الحزب، وقد لاحظنا كيف تحول الحزب بالداخلة الى مؤسسة ميتة مختصرة في شخص المنسق وحليفه الابرز بالحزب فيما جمدت كافة التنظيمات والانشطة الخاصة بالحزب جهويا وتحول مقره الى بيت للعناكب لا يلجه أي مناضل بعد أن منحه المواطن ريادة الأصوات خلال الانتخابات الاخيرة.
إن الحديث عن حزب الاستقلال يبدأ بالحديث عن رموزه وشخصياته التي تمثل الوزن الكبير لهذا الحزب العريق وطنيا ومحليا، والأكيد أن محاولة الانقلاب عليها يعني الانقلاب على الحزب وامانته العامة ومناضليه في وقت يبقى موقع الحزب وريادته وقوته تقاس ببقاء الحاج حمدي ولد الرشيد في صدارة المشهد وفي احترام موقعه ومكانته المقدسة داخل الحزب الوردي.