الداخلة الآن
لا يسعنى مرة أخرى ونحن نتعاطى مع الشأن المحلي في عروس الجنوب إلا أن نقول الحقيقة لمن يهمهم أمر هذه الجهة المسيبة ومستقبلها، هذه الحقيقة مهما كانت مرة أو مؤلمة أو مسببة لإحراج قلة من المسؤولين عن هذه "الفوضى البراقة" التي يصطادون بإسمها في مبادرات عكرة، أفضل ألف مرة من مشاهدة جهة يتم تفتيتها تحت سراديب سياسة تخدم بعض النافذين بإسم الصحراء وساكنتها ونساءها، ولنا في لحاق الصحراوية أكبر برهان حول هذه الحقيقة الفاسدة.
لحاق "الصحراوية" المسمى بهتانا على امرأة لم تدعي يوما براعتها في الجري بملابس ضيقة وصور خارج حدود المألوف في منطقة معروفة بطابعها المحافظ، سباق يظهر من خلال الإغداق السخي على صاحبته أنه يأخذ منحى استفزازيا، يعكس توجها قديما لدى بعض المسؤولين، لا يريد إستلهام حركية ما يقع خارج وداخل الوطن من أزمات، فقد بلغ الفساد في الجهة كل المجالات، حيث مجالس تتصرف بالتوجيهات الهاتفية، ودعم لوجوه قادمة بالوصاية خارج منطق القانون والشفافية، جهة تحمل معها مستثمرين يولدون بملعقة من ذهب وآخرون مهمشون رغم أنهم ابناء الأرض والسحنة.
ولعلنا نتساءل اليوم بصوت حزين، ماذا نستفيد من هكذا لحاق يأكل الغلة ويسب الملة وتستعدي فيه صاحبته ساكنة الجهة بإسم الدفاع عن القضية الوطنية، وكأن هذه القضية كتبت لأمثالها ولا تهم إلا من قدموا بمظلة الوصاية من الرباط والدار البيضاء فيما صحراويوا المنطقة ليسوا سوى أرقام إنتخابية لتأثيث المشهد، والمعنيون المباشرون بالارض والقضية لا ثقة فيهم لينالوا قسطا من ميزانيات تفتح صنابير أموالها على كل من يجلب المسخ لهذه الأرض ولو كان يخالف ثقافتنا وتراثنا وماضينا كمدينة مسالمة وساكنة لاتزال تبحث عن كرامة عيش منهوبة بإسم الواسطة والفساد العابر لحدود الجهات.
اليوم وقد أتت الصفعات من اقرب حلفاءنا بالخارج الأكيد أن ملف الصحراء، لم يعد ذلك القارب المهشم الذي يأكل كل من هب ودب بإسمه، والأكيد كذلك أن هذا الاقصاء الممنهج للساكنة الصحراوية واستغلال اسمها في مسابقات مدعومة من المال العام المخصص لتنمية المنطقة، بات يساءل مسؤولي الرباط والداخلة على السواء حول من يدعم هذه السيدة التي تتاجر بهويتنا وتستغل أرضنا بعطايا تفضيلية متقوية بنفوذها داخل دوائر القرار.
فالى متى يستمر هذا العبث بإسم المرأة الصحراوية ؟