الداخلة الآن
إذا كان من متطلبات النجاح في مهنة المحاماة كغيرها من المهن المحفظة لأبناء من أنعم الله عليهم، فإنه لم يعد هناك شك بأن كلام الوزير البامي والذي يمثل مهنة المحاماة التي من المفروض أن تكون في مقدمة المدافعين عن ابناء الشعب، قد كان أكثر من صريح في ضرب سمعة الجامعة المغربية وشواهدها وخريجيها.
واذا كان وهبي الثري كما أطلق على نفسه له الإمكانية بأن يدرس إبنه في جامعات كندا بما جناه من أموال لم يحالف أحد الحظ في كشف مصدرها، فالسؤال المطروح هو كيف سيجد أبناء الصحراء مقاعدهم وسط مهن محفوظة لمن درسوا في اكبر الجامعات الغربية.
كيف سأكون كصحراوي عاش وسط مدن الرمل و"الزعافيك" أن أحلم يوما بمهنة المحامي والطيار والمسؤول الرفيع في إحدى الوزارات أو الشركات العامة التابعة للدولة، وأنا أحمل شهادة أخالها تجتاز بي حدود وظائف العادة التي يكدس بها معطلو الصحراء دوما والتي لا تتعدى متصرفا عاديا في احدى مصالح وزارة الداخلية أو قطاع التعليم.
وحتى أولئك الذي أثراهم الله على حساب نزاع الصحراء، أو من باتوا أغنياء بالصدفة الانتخابية على حساب المال العام، أو من باتوا يتطاولون في البنيان بفعل تجارة المخدرات، فقد اهتموا بتنمية بضاعتهم بعيدا عن الاستثمار في أبنائهم، ربما لعلمهم بأن شواهد أبنائهم لا تنفع في قسمة كتبت لتلك الطبقة المكيفة في مكاتب الرباط ومن يتقاسمون معهم الجهوية واللكنة والأصل.
فمن يعدل هذا الميل الظالم قبل فوات الآوان ؟..