الداخلة الآن
ليس غريبا أن تخرج علينا مؤثرة الفيسبوك وصحفي دار البريهي المعار من بلجيكا، ليزينوا الداخلة في أعين متابعيهم وكأني بهم يتحدثون عن مدن اخرى من الضفة الشمالية للقارة الاوروبية، ولعله منهج متزامن يخرجه "مول المانيطة" حاليا ليؤكد رضاه عن الداخلة تحديدا لأنها المدينة الوحيدة التي لم يعد أصحابها يملكون شيئا فيها.
ليس غريبا أن توجه مدافع المؤثرين نحو العيون وكلميم وكل الجهات الجنوبية الاخرى بينما يتم إستثناء مدينة الداخلة بما تحمله من فساد مستشري يضرب مفاصل الجهة ومجالسها وقطاعاتها الاقتصادية الكبرى، وليس غريبا أن لا يصادف صحفي دار لبريهي أي عاطل عن العمل وقد أقلته سيارة خاصة من الباب الغربي للمطار لتجنب مشاهدة وقفات أبناء الجهة وبحارتها في أرصفة شارع الولاء، ليستقر به الحال مع الطبقة المخملية في أحد الفنادق المصنفة بخليج الداخلة.
اذا الرابط المشترك بين التيجني والناجي وهلم جرى من أتباع "مول المانيطة" في مديح أي منطقة، هو خنوع اصحابها واستسلامهم لسلب الاراضي والثروات وانتزاع حقوقهم، بل إن الاهم لدى هؤلاء هو وجود جهة تابعة تتسيدها نخبة فاشلة ومتناحرة تنبطح أمام القرارات المركزية وأمام الاستثمارات المفترسة حتى وإن داست تحت أرصدتها حقوق وملكية الساكنة لأراضيها وثرواتها.
إن الحديث عن الفساد في جهات الصحراء يجب أن ينطلق من الداخلة بإعتبارها بؤرته الاولى وأكبر مدينة جهة خارجة عن القانون وبعيدة عن دائرة المحاسبة، ولايمكن ابدا مقارنتها بباقي جهات الصحراء، اللهم ان كان هناك من يتعامى عن ذلك لأن الوضع في صالحه وفي صالح من يجنده في الخفاء لشكر واقع بئيس يعيش المعنيون به ويلات الحرمان والبطالة وانعدام الحلول الناجعة، وما على مؤثري "مول المانيطة" إلا النزول للميدان دون أداة تحكم لتتضح لهم صورة الواقع المفضوح الذي يغطونه بغربال أوسع وأوفظع من ماهو عليه الحال بالعيون وكلميم وكل جهات المملكة.