الداخلة الآن
تتراكم المعضلات الاجتماعية بجهة الداخلة وادي الذهب، ويتحول الشارع شيئا فشيئا ملاذا آمنا لمن وجدو أنفسهم بدون دخل قار أو عمل يقيهم حر ارتفاع الاسعار وزيادة التضخم وسط مستقبل لا يستطيع أحد التنبؤ بمحصلته في ظل شتاء عالمي قد يكون الاكثر سخونة منذ الحرب العالمية الثانية.
غير أن المفارقة هنا هو أن الداخلة الجهة التي لا تعادل جهة العيون الساقية الحمراء لا من حيث تعداد السكان ولا توزيع الاقاليم، نجدها تعاني بشكل خطير من تراكم ملفات معيشية يوحدها كلها صمت المنتخبين المخزي، بل مساهمتهم في تفجير الاوضاع إما بإستغلال ملفات اجتماعية قبل الانتخابات والتخلي عنها بعد بلوغ أهدافهم أو بالاتحاد في وجه المواطن وقهره بإغلاق المنافذ الاقتصادية في وجهه.
وبالرغم من أن الثروات البحرية والفلاحية والسياحية التي تتوفر عليها الداخلة لا توازي ابدا ما تزخر به جهة العيون الساقية الحمراء، إلا أن الحقيقة تظهر الاستقرار الحاصل بعاصمة الصحراء في ظل تعاطي سياسيها وعلى رأسهم قيدوم المجالس والمتحكم في مفاصل السياسة هناك مولاي حمدي ولد الرشيد في لعبة الدعم والتوازنات الاقتصادية وللاجتماعية بما مكن ساكنة الجهة من الاستفادة من ثرواتها بعيدا عن انزالات الرباط والعابثين مركزيا بأسبقية ابن الاقليم.
اما بالداخلة فالحال مغاير تماما لما عليه الوضع في العيون، حيث يدفع المواطن ضريبة تحالفه مع سياسيين فاشلين وفاقدين للشخصية والكاريزما ويخافون من توبيخات الوزارات والاحزاب، بل يرهبون من رجال السلطة المحلية حتى، والحال أن من يرون أنفسهم "اعريش لغراب" كما يقال بالمثل الحساني هم السبب الابرز فيما تعرفه الداخلة من احتقان، حيث يتنعمون بالامتيازات وتحصيل الاراضي والرخص ونهب المال العام في صفقات مشبوهة.
الداخلة اليوم بدون نخبة، ومن يشكلون المجالس اليوم، هم السبب في زيادة معدلات البطالة والاحتقان، حيث بات العمل السياسي مجرد مشروع مربح لزيادة الارصدة البنكية واكتطاء السيارات العمومية الفارهة، فيما لم يعد الدفاع عن المواطن المقهور ولا البحث عن الحلول في ظل الوضع الكارثي بالجهة أولوية لدى نخبة تسخر من نخبة العيون وفي نفس الوقت يدل منسوب الاستقرار على من يعمل للمواطن ومن يعمل لغلق المنافذ في وجهه.