الداخلة الآن
كما تأسف ولد الرشيد نفسه على رحيل حرمة الله خلال احدى زياراته لمدينة الداخلة، بعد اكتشافه ضعف الاستقبال الذي خصص له من طرف مسؤولي الحزب الجدد بالداخلة، فإن رحيل حرمة الله عن حزب الاستقلال كان سببه انذاك وشايات متكررة وأخطاء جرى تعظيمها لدى عراب الحزب بالعيون ليتم فصل رجل الحزب الاول منذ عقد ونيف عن الحزب.
حرمة الله ورغم كونه رجل سياسة انتحاري في اللعبة الانتخابية إلا انه رجل تنظيم بإمتياز وصاحب استقطابات مهمة يعجز أي فرد عن توقعها، وذلك راجع ربما لكون الرجل لايقبل الهزيمة حتى وإن كلفته التنازل عن كل شئ والانسحاب لصالح المصلحة الجماعية لمن يعملون معه داخل الصف الحزبي. لذلك ينظر حزب الاستقلال اليوم الى كونه خسر أهم عنصر في محاولات السيطرة على ثاني اكبر معاقله بالصحراء.
ولد الرشيد بدوره والمعروف بعينه الثاقبة واستقطاباته التي لا تخطأ أهدافها، يجد نفسه اليوم مجبرا على لملمة حزب ضعيف ينحني أمام قوة حرمة الله الصاعد بخطى ثابتة على ظهر حمامة اخنوش نحو الهيمنة على مجالس الداخلة ومستقبلها السياسي، كما سيكون عراب حزب الميزان مجبرا على تصفية تركة الحزب الحالية، فإنه في نفس الوقت مجبر على صناعة قاعدة حزبية جديدة بوجوه تستطيع تقديم العمل الحزبي على صناعة مجدها الانتخابي بعيدا عن النظرة الاقصائية والتمييزية التي تميز هذه الجهة كلما تعلق الامر بفرض لوائح الترشيحات وتوازنات الساحة السياسية.
ولعل المؤتمر القادم لحزب الاستقلال وكما اكدت لنا مصادر مقربة من ولد الرشيد سيكون محطة هامة لغربلة أخطاء الانتخابات الاخيرة وما وقع من تمرد على عراب الحزب الذي يعود له الفضل في صناعة مجد الحزب اولا وتمدده بثاني جهات الصحراء، وهو ما سوف يحمل معه حسب ذات المصدر تغييرات كبرى ستعيد دماء التجديد بالحزب الوردي وتعيد لململة قواه بقيادة جهوية اخرى قد تحافظ على امساكها في وجه ساحة سياسية لا يعرف احد ما ستحمله من مفاجآت بعد نهاية الولاية الحالية للمجالس والحكومة.