الداخلة الآن
أمام شبيبة حزبية جاء اغلبها بحثا عن مصلحة شخصية أو منحة نقدية، صعد رئيس حكومة الاحزاب الثلاثة عزيز أخنوش منتشيا بفشله الذريع في تدبير سنة من العمل الحكومي الكارثي الذي شعر معه المغاربة بنعمة من سبقوه من الحكومات والاحزاب بما فيها فترة حزب العدالة والتنمية بأعطابها ومساوئها.
أخنوش وبدل الكلام عن حلول عملية لمعضلات جمة تضرب قدرة المغاربة الشرائية مع ألتهاب الاسعار وارتفاع التضخم وغلاء المحروقات وتردي الخدمات الصحية وتفقير الطبقة المتوسطة، لم يجد غير التركيز كما العادة على الملفات الخارجية التي هي شأن خاص بوزارة بوريطة، حيث بات السيد اخنوش يجد ضالته في ملفات الجزائر وتونس وغيرها لإلهاء الشعب عن ما يواجهه من أزمات خطيرة.
وبدل أن نجد خطابا متوازنا يقدم حلول عملية وواقعية لتلك الأزمات سافر بنا رئيس الحكومة المحترم نحو مقارباته وانجازاته التي لم ينزل الله بها من سلطان عدى عن ما أنجزه الملك من أوراش يعود الفضل فيها للملك وحده دون الحكومة، ثم تجول بالحضور الذي قدم للتصفيق والتزكية نحو ملفات خارجية بعيدة عن واقع يقول أن البلاد تتجه نحو المجهول.
سنة مرت من حكم عزيز أخنوش وحكومته وقد ظهرت في طريقها ازمات دولية ومناخية يبدو أنه وجد فيها ضالته لتمتيع شركاته بأرباح خيالية وإشعال جيوب المغاربة وقطع أرزاق عدد منهم، فيما تعطلت المحاسبة بشكل كامل وأعدم زعيم الحكومة كل صوت مزعج له إما بالترغيب أو الترهيب، حاصرا النقاش في إنجازاته على ندرتها أو في تحميل ما يقع للأزمات الدولية والمناخية.
في الداخلة التي تعود أخنوش على جعلها مسرح تجارب لمخططاته وبرامجه الفاشلة، يقف البحار وابن المنطقة في انتظار عودة موسم صيد الاخطبوط في وقت لم يعد يهم رئيس الحكومة وصديقه وزير القطاع غير خدمة لوبيات الصيد في اعالي البحار وحواريي حزبه من مجمعات حصد أصوات المفقرين والطبقة الشغيلة بهذا القطاع الحيوي، بينما لا يعلم بمن فقدوا مصدر قوتهم غير الله وحده.
ان استمرار شخصية اقتصادية وتاجر قبل ان يكون سياسي على رأس الحكومة المغربية في سياق دولي صعب يشهد مخاض عالم متعدد الاقطاب وفي ظل تحولات جيو سياسية واقتصادية باتت الطاقة ذخيرتها الكبرى، سيجعل بلادنا مهددة بأزمات لا حصر لها وبحصد الفشل تلو الفشل في كل محفل ومنبر، لأنه على مايبدو وكما قال بنكيران يوما رغم اختلافنا معه جملة وتفصيلا بأن "زواج المال والسلطة خطر على الدولة..".