الداخلة الآن
تحل اليوم السبت 30 يوليوز 2022، الذكرى الثالثة والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين. وهي مناسبة يحتفل بها المغاربة، وهي فرصة كذلك للوقوف عند ابرز ما عرفته البلاد من تطورات ومستجدات على جميع الأصعدة، سواء السياسية، أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
فقد لعب الملك محمد السادس دورا بارزا، في المجال الدبلوماسي،وذلك من خلال توجيه السياسة الخارجية للمملكة طيلة العقدين الأخيرين، حيث عرف المغرب خلال السنتين الاخيرتين حصادا ديبلوماسيا وفيرا.
المغرب في عهد ملكه الحالي سجل كذلك على صعيد السياسة الخارجية تنويع في شركائه، وعدم الاعتماد فقط على الشركاء التقليديين، بل تم الانفتاح على شركاء جدد فاعلين في الساحة الدولية، مثل الصين وروسيا؛ ودخول الاتحاد الافريقي ما يؤسس لعودة قوية داخل القارة الافريقية، كما انفتح المغرب على عدة دول كانت الى الامس القريب من أكبر الداعمين للأطروحة الانفصالية.
وعطفا على قضية الوحدة الترابية، فقد شهد حكم العاهل المغربي، انعطافة كبيرة في ملف الصحراء من خلال تسجيل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في سابقة لم يكن يتوقعها أبرز المتفائلين، فيما نحت ألمانيا وإسباني في ذات المنحى بعد اعترافهما بمصداقية وجدية، متخلين بذلك عن موقفهما السلبي من النزاع ومعترفين بمقوة وجدية المقترح المغربي.
على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة، واصل الجالس على العرش تبني مقاربته التنموية، من خلال إطلاق البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو ما أنعكس على أرض الواقع بمشاريع وأوراش كبرى غيرت وجه المنطقة وجعلتها نقطة وصل بين المملكة وعمقها الافريقي، كما توالى بالمنطقة تشييد عديد القنصليات والتمثيليات الدولية خاصة بمدينتي العيون والداخلة؛ وهي خطوة ليس لها فقط منحى سياسي، وإنما أيضا اقتصادي، بحيث يعول على عدد منها، خاصة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، لتكون جسرا ومنبرا لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع المغرب .
هذا وتبنى المغرب في عهد ملكه الشاب مقاربة اجتماعية صرفة، عمل فيها على تسخير إمكانيات الدولة وبتعاون بين كافة المعنيين، سواء الفاعلين الاقتصاديين أو أرباب العمل أو الفاعلين السياسيين، وأيضا الفاعلين الترابيين، في تثبيت اللبنات الأولى لأسس الدولة الاجتماعية، التي لم نصل إليها بعد، والتي أصبحت محط ملاحظات، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وتقلبات الساحة الدولية مع بداية الحرب الروسية الاوكرانية وتوجه العالم نحو قطبية ثنائية مستقبلا.
وعموما فقد تمكن المغرب في عهد الملك محمد السادس من الحفاظ على سلمه الاجتماعي واستقراره السياسي والاقتصادي وثبات مواقفه من قضيته الوطنية الاولى، خاصة مع مرور أزمات دولية عاصفة كان أبرزها ما يسمى الربيع العربي وأزمة الاغلاق التي عرفها العالم في ظل جائحة كورونا، حيث كان الملك هو قطب الرحا في كل تلك السياسات الرشيدة التي تبنتها المملكة.