الاعتراف الاسباني بمغربية الصحراء.. مجهودات ملكية جبارة فاجئت الخصوم وأربكت حساباتهم

الداخلة الأن

 لايزال الملك محمد السادس يثبت يوما بعد اخر، بعد نظره وعلو كعبه ديبلوماسيا في مفاجئة خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وذلك بإستصدار مواقف دولية من دول تعد وازنة في مربع ما يسمى أصدقاء الصحراء بمجلس الأمن، فبعد الاعتراف الامريكي الذي قلب موازين النزاع لصالح المغرب، تحقق الرباط اليوم تقدما جديدا بإستصدار اعتراف جديد من المملكة الاسبانية.

 بعد ردة الفعل المغربية القوية اتجاه ألمانيا، والتي عادت لتراجع مواقفها من نزاع الصحراء، نجد اليوم اسبانيا والتي كان ينظر لها الجميع كدولة مرتبطة طاقيا بالجزائر، تصدر موقفا رسميا صادما لهذه الاخيرة بإعلان حكومي يعاكس مواقف الجارة الايبيرية التقليدي من نزاع الصحراء، وبالتالي تختار الوقوف الى جانب المغرب على ضمان أمنها الطاقي من الجزائر، فما السبب في ذلك ؟

 يبدو من خلال ما يجري على الساحة الدولية، ومن خلال تتبع الاحداث أن السر يكمن في التعامل الملكي الذكي مع مكامن القوة وأوراق الضغط لدى المغرب لإنتزاع مواقف متقدمة من ملف الوحدة الترابية للمملكة، حيث بالرغم من أن المغرب لا يتوفر على موارد طاقية على غرار جيرانه، إلا انه يتوفر على موقعه الاستراتيجي وعلى مواقفه الثابتة وثقة المجتمع الدولي به كشريك دائم وموثوق.

 لقد استطاعت المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، معرفة مكامن قوتها واستغلال اوراقها الرابحة لصالح قضيتها الاولى، فيما لايزال خصومها يتخبطون بين اعلان العداء وتصريف مواقفهم السياسية في تشويه سمعتهم الدولية، حيث بالرغم من تهديدات الجزائر المتواصلة وحربها المعلنة اتجاه المغرب، الا ان المملكة اختارت سياسة الصمت والعمل في هدوء وسرية لاستخلاص مواقف متقدمة من الدول الفاعلة على الساحة الدولية.

 فهنيئا للمملكة المغربية بهذه السياسة الديبلوماسية الرشيدة لجلالة الملك، وبهذه الانتصارات المتتالية لصالح وحدتها الترابية والوطنية.