الداخلة الأن
لعلها من أكبر المعضلات إن لم تكن أكبرها الحالة التي تعيشها اليوم مدينة الداخلة ، وحتى نتحدث بشيء من الصراحة، ونطرح تساؤلات مشروعة تفتح الباب للتفكير بصوت مسموع . هل سيظل اسم الصحراء ومجتمعها شماعة لنهب الميزانيات ؟هل نحن ضحية لمخطط لا يريدنا أن نستفيد من عوائد جهتنا أم أن المستفيدين اليوم من قسمة الوزيعة هم أولى منا؟ .
أن تتخاذل النخب السياسية وتتواطأ على نفسها سهوا فهذا معطى معروف وبات مسلم به مادامت مقيدة بقيود إنتخابية واخرى مرتبطة بتعليمات بيروقراطية ترتبط بقوة السلطة المعينة في قبال السلطة المنتخبة، غير أن الوعي بالقضايا المصيرية بهذه الجهة ورغم ما بات يعرفه من نهضة شعبية إنعكست في المسيرات السلمية التي عرفتها المدينة مؤخرا، إلا أن ذلك لم يمنع السلطة ومن يدور في رحابها من منتخبي اللحظة من استعمال نفس الاساليب في تفتيت الميزانيات ودعم مهرجانات التفاهة.
لقد لاحظنا كيف خرجت من عالم السياحة والمشاريع والاستثمارات الممنوحة سيدة وافدة على المدينة إستطاعت بقدرة قادر أن تتحكم مع نافذ اخر في 70 بالمائة من فنادق البذخ بالخليج، وقد رأينا ايضا كيف تم تعبيد طريقها بالورود لتتحكم في جل الانشطة والتظاهرات المقامة بإسم الدفاع عن الصحراء والوحدة الترابية، وكأن تلك المهرجانات قد جلبت لنا اعترافات متقدمة في الملف أو ساهمت على الأقل في تحريك جمود النزاع ليصب في صالح مغربية الصحراء، بل إن جل ما لاحظناه الى اليوم اليوم هو تأزيم للوضع الاجتماعي وإقصاء للساكنة ومكوناتها في سبيل تمتيع إمرأة نافذة لم تعد تعير إهتمانا لأحد بهذه الربوع.
الصحراوية التي سمتها هذه السيدة على مسابقتها والتي يبدو أنها قد ركنت لإستغلال حالة التطبيع في العلاقات المغربية الاسرائيلية للركوب عليها بإسم الاستفادة من الدعم العمومي، هي نفسها الصحراوية التي خرجت بالمئات في مسيرات منددة بجريمة آختفاء "لحبيب اغريشي" وهي نفسها من باتت المناضل الأول في وجه التهميش والاقصاء الذي تعاني منه المنطقة بالرغم من ما تكتنزه من ثروات بحرية وفلاحية جمة اختار مسؤولوها بعثها مع أمثال السيدة النافذة لتطوير فنادقها وأعمالها بعيدا عن معاناة المرأة الصحراوية بالداخلة.
إننا كإعلام جهوي عموما بالداخلة نرى وضعا لا يخدم بلادنا ولا قضيتها الاولى، بل لا يخدم المواطن بهذه الجهة، وإنما هي حالة أناركية لخلق طبقة اوليغاركية تتمتع بخيرات وميزانيات الجهة بالرغم من عدم إنتمائها للجهة اصلا، وتدليل غير قانوني لبعض المستثمرين على حساب أقرانهم وباقي الساكنة، ولعل في حالة مهرجان الصحراوية هذا قد بلغ السيل الزبا في وقت صعب يمر منعه العالم وتمر منه بلادنا. فمن يوقف هذا العبث ؟.