الداخلة الأن
في وقت تتعاظم فيه الازمة العالمية لغلاء الأسعار، وما سوف يترتب عن الصراع الروسي الاوكراني من زيادة صاروخية في أسعار المحروقات والقمح ومشتقاتهم، وبعدما صرح رئيس الحكومة المغربية بأن "الغالب الله" أمام هذا الغلاء المستعر الذي لا يملك له نفعا ولا ضرا، نجد بالداخلة سلطات ومجالس منتخبة تغرد خارج السرب وتتعامل مع المال العام تعامل سنوات الرخاء وتشتيت ما لذ وطاب بإسم مسابقات تافهة لم تجني منها الداخلة غير المصائب.
ففي الوقت الذي تزدحم أرصفة المجالس المنتخبة بالمعطلين والبطاليين ويحترق المواطن البسيط بنار لهيب الأسعار، تستعد السيدة المحظوظة بالجهة، لإتباع مسابقتها الخاصة بالرالي الكلاسيكي بمسابقة اخرى تدر عليها ذهبا ودائما بإسم الدفاع عن الوحدة الترابية وتسييس تلك المسابقات، في وقت تحتاج منا الجهة عموما الى وقفة مع وضعها الاجتماعي المتأزم والذي بات ينعكس على وضعها الأمني الذي عاش احداثا خطيرة مؤخرا.
لقد باتت هذه السيدة المحظوظة اليوم تجعلنا مجبرين على طرح عدة أسئلة حول الجهة التي تقف وراءها ومن يفتح لها خزائن الجهة ومكاتب مسؤوليها لتفعل ما تشاء ووقت تشاء، بينما يتم تعنيف أبناءها وساكنتها لمجرد المطالبة بحقوقهم المشروعة المتمثلة في التشغيل وحياة كريمة، ثم كيف يتم دفع المجالس المنتخبة دفعا لدعم هذه السيدة من المال العام بالرغم من احتقارها لنخبتهم ولنا في حادثة توزيع الجوائز خلال السنة الماضية خير دليل على هذه النظرة الدونية التي ترى بها مدللة الجهة منتخبيها.