الداخلة الآن
تعرف مدينة الداخلة مؤخرا إنتشارا واسعا للمخدرات بأصنافها مع ما صاحب نهضتها العمرانية من تفشي خطير لمحلات بيع الخمور المرخصة والغير مرخصة، وقد لازم ذلك إنتشار كبير لحالات الإدمان بين صفوف الشباب والبالغين، بل إن هذه الظاهرة تعدت الذكور كأكبر متضرر من هذه السموم لتنتشر في صفوف الفتيات والنساء اللاتي إخترن تجربة الادمان نظرا لسهولة الحصول على المخدرات والخمور بأرخص الأثمان وبشكل دائم.
وفي واقع الامر فان مجتمع الداخلة اليوم بات يعرف إقبال غير مسبوق على الادمان على المخدرات بين صفوف الشباب واليافعين، بل حتى في صفوف أبناء المؤسسات التعليمية ورجال الأعمال والسياسيين , فقد تفشا الحشيش والمهلوسات والنبيذ بشكل مروع بين طلبة المدارس وداخل الفنادق المصنفة وبالأحياء الرئيسية والهامشية، ووفق الدراسات التي اجريت على الصعيد الوطني فإن المراهقين ما بين المرحلة العمرية 16 و 18 سنة هم اكثر من يتعاطى المخدرات في المغرب , وهم الاكثر تعاطياً للمخدرات بين جموع المغاربة , وتلك المواد المخدرة والعقاقير المدمرة من انواع المخدرات قد انتشرت بشكل كبير على مستوى المؤسسات التعليمية وبالاحياء الهامشية تحديدا.
وحسب تقرير بثه المرصد الوطني للمخدرات سنة 2015 فإن المخدرات الاكثر انتشاراً بالمغرب هي التبغ ومن ثم القنب الهندي كما ان الكحول من انواع الادمان التي انتشرت انتشار النار في الهشيم , بالاضافة الى ادمان الكوكايين والهيروين خاصة لدى ابناء الطبقة الوسطى والطبقة الثرية. وبالداخلة لا يختلف الوضع كثيرا في ظل وجود أنواع مختلفة من المخدرات بات الحصول عليها أسهل من الحصول وثيقة رسمية، حيث تعرف أغلب أحياء المدينة إنتشار باعة "القنب الهندي والحبوب المهلوسة 'القرقوبي والاكستازي"، كما باتت أحياء المدينة تعرف إنتشار أنواع دخيلة اخرى من قبيل "الكوكايين والهيرويين"، وهو ما يستلزم دق ناقوس الخطر بشكل كبير.
وفي ظل الوضع الصحي المتردي في الداخلة، فإن تكاثر المدمنيين يستلزم خطة طارئة من طرف المجالس المنتخبة بالجهة والسلطات العمومية لمحاربة تجار المخدرات أولا، ثم التجند لخلق مرافق صحية خاصة بعلاج الإدمان على غرار المرافق المتواجدة بشمال المملكة، فالتطبيع مع الإدمان قد تكون له عواقب مجتمعية وخيمة ستمتد لعقود بهذه الجهة، لذلك يجب التفكير جديا في خلق مراكز صحية لعلاج الإدمان ومحاربته من خلال تخصيص موارد بشرية مختصة في علاج الإدمان (أطباء متخصصون في طب الإدمان، أطباء نفسانيون، وأخصائيو علم النفس، وممرضون). مع تقوية دور الجمعيات المهتمة بعلاج الإدمان.
إن التفكير في هذه الظاهرة الخطيرة يفرض على القائمين على المجالس المنتخبة بالجهة برمجة خطط مستعجلة على المدى القريب والمتوسط للحد من ظاهرة الإدمان التي يزداد ضحاياها يوما بعد يوم وتتولد عنها جرائم جنائية خطيرة يقترفها شباب في مقتبل العمر بات الإدمان وسيلته الرئيسية للهروب من الواقع والبحث عن لذة اخرى بين براثن المخدرات والخمور والإدمان.