الداخلة الان
حين وقف عزيز أخنوش أمام العالم من قلب ميلانو الايطالية يهدد المغاربة بإعادة التربية لم يكن تهديده سحابة صيف عابرة بل بداية لعدد من الاجراءات التي جرى سنها لتمهيد الطريق لحزبه المعلوم الذي بات يرتدي رداء "التراكتور" حين كان يحرك الدولة واجهزتها من خلف الستار.
أخنوش الذي يمشي على قفا التحكم لرئاسة الحكومة المقبلة ولو كره من يتوعدهم بإعادة "الترابي"، يحاول مع مجاميع حزبه من أرباب الفيودالية الجديدة في قطاع الطونة والكوطة سن قوانين خاصة به وبزعماء تجريدته التي تتحكم في جمعية الباطرونا، من أجل ان يرهن مستقبل الصحراء لعصاباته التي أدمت جهات الصحراء ونهبت ثرواتها بفضله هو وبحماية وزارته وقراراتها التعسفية.
وإذا كان البعض من من تربى تحت ظل آل الرشيد منذ دخل للسياسة مغمورا، قبل أن ينسحب بإرادته بعدما فاته قطار المسؤولية وحصد الفشل على مراحل بثاني جهات الصحراء، فالأجدر به أن يتذكر كن أوصله لرأس "الباطرونا" بالجنوب يوم كان يردد نشيد "مغربنا وطننا " بفم كبير قبل ان يغير جلده ويحاول انتعال سلطة أخنوش لإنتشال نجاح لم يقدر عليه في موقعة التشريعات البرلمانية.
ما لا يدركه أخنوش ولا صبيته في السياسة الذين ركنوا للمال السياسي وجعلوه طوق نجاتهم بفضل منح الكوطة وتسهيلات وزارة الصيد والبحر، بأن حزب الاستقلال كان ولايزال أهم قاعدة حزبية لأهل الصحراء، وقد صار رمزا سياسيا معروفا لأبناء هذه الجهات نظرا لعدد المنخرطين من أبناء الصحراء وسط تنظيماته والتابعين لسياسييه من الناطقين بالحسانية تبرهنه تلك التجمعات العرمرم التي شهدتها ساحات العيون والداخلة في كل مناسبة.
ان محاولة السطو على الباطرونا، من طرف حزب لايزال يهدد الساسة والمنتخبين بالترغيب والتهديد من أجل الانخراط في مقاولته الحزبية، هو نكسة وردة ديمقراطية خطيرة وجب على الاحزاب الوطنية وفي مقدمتها حزب الاستقلال التصدي لها بحزم حتى وان كان بالمقاطعة الانتخابية، بدل المشاركة في مذبجة ديمقراطية تضعنا أمام مشهد سلطوي لحزب سطا رئيسه على تنظيماته وقوانينه ويحاول الان السطو على البلاد واحزابها ومؤسساتها.