الداخلة الان
لم نعهد بهذا الجرف منذ الحقبة الاسبانية والى اليوم، محاولة احياء بعض النعرات وتلطيخ الممارسة السياسية بالتمييز العنصري على أساس اللون حتى قدم الجماني على ظهر جماعة من أتباعه يدينون له بالولاء المطلق الذي جسدته عبارات من قبيل "يستاهل نحبوا كرعيه.." و "انا حرطاني عند الجماني وأفتخر..".
لغة "أبارتايدية" هي جزء من تعاليم وممارسات تمارس في منزل رئيس البلدية ويشجع عليها ويقرب من يغالي فيها، لكنها باتت تأخذ منحى اخر يستهدف حتى خصومه السياسيين، حيث وصف احد أتباعه الخطاط ينجا يوما بعبارة "اللّوادْ" داخل دورة للمجلس الجهوي، وانتهاءا بوصف عزوها العراك اليوم "بالخادم" و "الحرطانية".
ما وقع لعزوها العراك بدورة المجلس البلدي الاخيرة، ليس وليد تلك اللحظة بل جاء ضمن تراكمات تحريضية قادها الجماني شخصيا وشجع أتباعه عليها، بداية من محاولة استهداف حزب العدالة والتنمية وشق صفوفه بالانقسامات مستغلا صعود العراك صاحبة البشرة السوداء كمنسقة جهوية للحزب، الأمر الذي جعل بعض الراسخين في الحزب يستهجنون صعودها وهي "الحرطانية" التي لا مكان لها وسط مجتمع يرى العرق الأبيض أسمى في الشرف والعروبة.
الجماني لم يكتفي بذلك بل عمد الى بعث احدى السيدات المنتميات لحزب المصباح في أحد الاجتماعات الداخلية للحزب من أجل الاعتراض على العراك بإسم ذات الخطاب التمييزي على أساس اللون، ولعل المنخرطين في حزب العدالة والتنمية يعرفون الواقعة أكثر من غيرهم.
التحريض لم يقف عند هذا الحد بل تجاوزه ليحرض عليها في الجلسات العامة داخل المجلس البلدي، حيث قام احد أتباعه بوصفها "بالخويدم" أمام الحاضرين لمجرد صعودها كبرلمانية عن دائرة الداخلة في وقت كان يطمح الجماني لإنجاح ثاني اسماء لائحة حزبه بالبرلمان عن دائرة الداخلة.
لقد أثبتت دائرة التضامن الواسعة مع العراك في شبكات التواصل الاجتماعي وبالمواقع الصحفية وعلى الصعيد الوطني والدولي، تخلف هذا الحلف ورجعيته وضربه لأخلاقيات وأسس الممارسة السياسية الحقيقية التي كان من الاولى نهجها لتكون ذكرى ونبراساً لمن سيتولى الشأن العام في المستقبل.
لقد لطخ الجماني وأتباعه العمل السياسي بتجاوز الخطوط الحمراء التي كانت صمام وحدة المجتمع بالصحراء، وعرفت أغلبيته إنفلاتاً مقصودا في التصريحات والممارسات، بدأت بإنتهاك الاحترام الواجب اتجاه الاكبر سناً حين عمد أحد أعضاءه الى القيام بحركة غير اخلاقية في وجه العضو الاستقلالي "ماء العينين بوكرن"، ثم دون أن ننسى ضرب أحد أعضاءه بالمجلس الجهوي لعضو أخر بذات المجلس، وهي الحادثة التي انتهت بالمصالحة، لننتهي بأوصاف عنصرية مقيتة لم نعهدها في جهتنا منذ عقود