الداخلة الان
اكد سعد الدين العثماني ضمن أشغال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية. ان من أبرز التحديات التي واجهت الحزب إعلان الرئاسة الأمريكية اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه وما صاحبه من عودة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أن “العدالة والتنمية لا يمكن أن يقع في صدام مع اختيارات الدولة وتوجيهات الملك، باعتباره رئيس الدولة الذي يؤول له دستوريا أمر تدبير العلاقات الخارجية”.
واضاف العثماني أن موقف الحزب خيب ظن خصومه الذين كانوا يراهنون على هذا التناقض، مضيفا: “راهنوا سابقا ومازالوا على أن تتعمق الخلافات الداخلية للحزب ليصل إلى الانقسام، وستخيب ظنونهم”.
كما أعلن العثماني أن الامتحان الثاني هو مواصلة الإصلاح السياسي رغم الصعوبات التي تواجهه، ومنها ضعف وهشاشة البنية الحزبية المغربية، وتراجع المد الديمقراطي إقليميا وعالميا، مؤكدا أن “الامتحان الثالث هو صيانة الوحدة السياسية والتنظيمية للحزب بعد فشل مساعي الخصوم إلى البحث عن تناقضات مفترضة”.
وضمن تشخيص واقع البيت الداخلي للعدالة والتنمية، أعلن العثماني عن “عدد من مميزات الحزب ونقط قوته التي بوأته مكانة معتبرة ومسؤولية مقدرة في الحياة السياسية”، مشيرا إلى اختياره المشاركة في الحكومة وما أتاحه له من إمكانيات إصلاحية ارتبطت بها إشكاليات متعلقة بالتدبير.
من جهة ثانية، وعلاقة بسنوات الحكومة الأربع، كشف رئيس الحكومة أنها “تؤشر على تقدم بارز في العديد من الإصلاحات ووضع بصمة إيجابية حقوقيا وسياسيا واجتماعيا وتنمويا”، موضحا أن ذلك يأتي “رغم حملات التبخيس والتشكيك والتيئيس”، وزاد مستدركا: “لكن حصيلة الحكومة مشرفة باعتبارها حكومة اجتماعية”.
وأكد العثماني أن حكومته التي وصفها بالاجتماعية أعطت الأولوية لقطاعي الصحة والتعليم من خلال تنزيل ورش إصلاح التربية والتكوين وتعميم التعليم الأولي، مبرزا أن “الأولية اتضحت من خلال الزيادة المضطردة لميزانية التعليم والصحة ومعهما المناصب المالية التي تضاعفت”.
العثماني وهو يستعرض حصيلة منتخبي حزبه سجل أنها مشرفة وباعتراف الخصوم قبل الحلفاء، مشددا على أن “التدبير المحلي لا يخلو من عقبات وإكراهات ويحتاج إلى تضحيات، وهو ما يتطلب الصبر”.
وبالتزامن مع توبيخ والي الرباط لعمدة “البيجيدي”، الذي أثار الكثير من الجدل في المغرب، دعا رئيس الحكومة منتخبيه إلى عدم السقوط في الاستفزازات كيفما كان نوعها، مناديا بالتعاون مع الشركاء والمتدخلين والمؤسسات لخدمة المواطنين، لأن التعاون هو الأصل.
وطالب العثماني في هذا الصدد بضرورة احترام الاختصاصات المخولة لكل طرف، معلنا دعمه المطلق لكل منتخبي الحزب “الذين يناضلون في مواقعهم”، ومساندته لهم “في ما يتعرضون له أثناء أداء مهامهم”