الداخلة الان
دخل أعراب الصحراء عالم السياسة وبات لحواشي "الشيخ الصامت" سهم في قصعة التبجيل والمديح على منوال مفتي الانشطة الأميرية، كما فعل احدهم يوم أمس تعليقا على تكريم زعيمه أمام النسوة "الحركيات"، منكبين على تمحيص "المُكرم" كرئيس افشل مجلس بلدي عرفته الداخلة عبر تاريخها، فيما صار اخر يعد أعمدة الانارة استدلالً على سابقة الرئيس الفذ وعمد الباقون على عد مناقب الزعيم على نذرتها سياسيا.
اما تكريم الجماني، وان بدا حالة مجاملة من بعض القائمين على الشأن السياحي، إلا انه لا يعكس وجه الداخلة البلقاني في عهده، اين تحولت لمزبلة فسيحة بطرقات كارثية وحدائق شاحبة وبنية تحتية مهترئة وتأخر في الخدمات وتسيب في الرقابة واحتلال فاحش للملك العام.
التكريم كذلك وان تراقص عليه الغاوون من احباب الحاج البلدي، وحاولوا تلحين صفاته وأوصافه، إلا انه يعبر عن حالة عميقة من الافلاس السياسي في وجود تيار سياسي منافس اثبت علو كعبه ورجاحة مستوى زعيمه الخطاط ينجا وتصاعد شعبيته، دون ان نذكر سنوات تدبيره تحت مظلة برامج اجتماعية جعلت الجماني يستشعر قرب النهاية المحتومة.
ليس في السياسة مثاليات ولا تخاض تجاربها في عصرنا الحالي بالتكريم والتبجيل وصباغة الحاشية، لكنها اليوم عمل وبرامج وخطط واستراتيجيات للبناء وقيادة التنمية، وليس دومينو عقلية الزعيم السادي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، هذا ان اردنا السير على منوال العيون لمجاراتها على الأقل تطويرا وبناءا، ما دمنا لا حق لنا في الحلم بمثل ما حلمت به.
حالة من البؤس السياسي الجاف فعلا تلازم زعيم السنبلة وأتباعه ومن زرعهم في الاحزاب الاخرى استعدادا لخوض معركة البقاء التي يغذيها في نفستيه بعض مقربيه تحت يافطة التنافس القبلي والأسري، دون ان يهتم بالمطالب المتنامية لرحيله دون "شوشرة" ويبقي لدى ساكنة هذه الجهة بعض الذكرى الجميلة، بدل مواصلة قتل احلامنا بأمثال "معلق المباريات" ومن على شاكلته من أعضاء "الانابيب". والله المستعان.