الداخلة الآن
بعد ان علموا بقرب نهاية اتباعهم بالاقاليم الجنوبية ، تفاجأ المقاولون ورجال الأعمال بالصحراء ، بتعليق الإنتخابات بالاتحاد العام لمقاولات المغرب ، وذلك على الرغم من وصولها إلى مراحلها الأخيرة في الإعداد والتحضير ، ابتداءا من تجديد الإشتراكات ، الى مرحلة تحيبن لوائح الهيئة الناخبة ، وصولا إلى تحديد موعد انتخابات الفروع.
الاتحاد الذي يبدو انه بات مقاطعة حزبية لأحد الاحزاب المعروفة، اصدر بلاغا يكتنفه الغموض، حيث لم يتضمن توضیحات شافية بخصوص أسباب هذا القرار المفاجئ ، ولم يسمي الأشياء بمسمياتها ، متفاديا إلتزام الشفافية والتنافس الشريف ، تماشيا والمنظومة القانونية المؤطرة لنقابة رجال الأعمال على المستوى الوطني.
ان رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب ، ومن خلال بلاغها الفضفاض والمفتوح على جميع التأويلات والتفسيرات ، حاولت الفصل بين المغرب وأقاليمه الجنوبية ، من خلال استثناء الجهات الجنوبية الثلاث من الاستحقاقات الانتخابية الخاصة بهذه المؤسسة الجامعة للقطاع الخاص بالمغرب.
إن الدفع باتجاه تعليق الانتخابات ، وإلى أجل غير مسمى ، يكشف أن هناك نية مبيتة من بعض الاطراف قصد التحكم في ما ستفرزه صناديق الاقتراع كما أن إحالة الطعون المشكلة في الكتلة الناخبة التي تم الحسم فيها بشكل نهائي على اللجنة المختصة ، دون تسمية اللجنة المقصودة في هذا البلاغ ، ودون تحديد سقف زمني لعملها للحسم في صحة تلك الطعون من عدمه ، بفتح الباب مصراعيه للعبث بلوائح الكتلة الناخبة التي يحق لها التصويت .
فالطعون التي تحدث عنها البلاغ ، لم تحدد ما إذا كانت تهم جهة العيون أم جهة الداخلة أم جهة كلميم ، لأن تحديد الجهة التي تم بها تقديم طعون مشككة في قانونية بعض الشركات ، تقتضي تأجيل الجهة المعنية وليس وضع البيض كله في سلة واحدة ، واتخاذ القرار بتعليق العملية الإنتخابية على مستوى 52 % من التراب الوطني ، وحرمان مقاولي الجهات الجنوبية من حقهم في إفراز تمثيلية تعبر عنه من داخل الإتحاد العام لمقاولات المغرب .
إن بلاغ رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، يؤكد انه قد جرى تسييس الإقتصاد ، وخاصة بالهيئة التقريرية بالإطار الممثل لرجال المال والأعمال ، وبشكل خاص المتواجدين منهم بالاقاليم الجنوبية . تعليق يكشف أن هناك من يضمر شرا لمن ركبوا المغامرة بالإستثمار بالجنوب ، وإدماج أبناء المنطقة بسوق الشغل والمشاركة في مجهود الدولة الرامي لدحر شبح البطالة ، طموح تجاوز العمل بالميدان وتحريك العجلة الاقتصادية الى المشاركة بالعمل المؤسساتي.