الداخلة الآن
كان لافتا في أحد اجتماعات وزارة الصيد البحري تصريح أحد المهربين الكبار لمادة الأخطبوط بالداخلة، والذي خانه جهله بمفردات اللغة بتوصيل الرسالة كما ينبغي لكن ما قاله يلخص الوضع حول ظاهرة التهريب بالمصيدة الجنوبية عموما وسواحل جهة الداخلة وادي الذهب خصوصا.
"هوما إقتلوه وأنا ندفنوا.." كان تصريحا من المهرب المعروف لتبرير اقتناءه للأخطبوط المهرب، حيث أن هذه المادة الحيوية عرفت استنزافا ممهنجا تداخلت كل السلطات واتحدت لإبادته دون رحمة ولا شفقة، وحتى شعار أليوتيس المخطط الفاشل الذي جاء لحماية كبار أعالي البحار كان شعاره الفضفاض "بالاستدامة" يعني بدأ حرب التدمير انطلاقا بالمتاجرة في التصريح بالشرف وانتهاءا بشهادة الطبيب المعالج للمنتوج.
قتل الاخطبوط من طرف عصابات هدفها الربح السريع مهما كانت النتائج، وقد لا تكون وزارة الصيد البحري وحدها المتهم في مراسم الاعدام هذه، بل ساهمت فيها السلطات الأمنية من درك وبحرية ملكية وغيرها من السلطات المتداخلة التي فتحت الباب على مصراعيه لوأد هذا المنتوج، قبل أن يتم تقديمه لوحدات معروفة بدفنه بحماية ورعاية من موظفي وزارة الصيد البحري.
اليوم الداخلة تعيش على مفترق طرق وأمام خيارين كلاهما أمر وأشد من الاخر، ولا أحد يستطيع تحمل المسؤولية في تبنيه، غير وزارة الصيد البحري طبعا التي فضلت الحفاظ على ما تبقى من شعار الاستدامة في مخطط أليوتيس، وسلطات محلية ترى الوضع الأمني يترنح مع تهديد السلم الاجتماعي الذي بدأ بإرتفاع الأسعار وغلاء المعيشة أولا لينتهي اليوم بإغلاق أهم مصادر العيش التي تحفظ للجهة رواجها وعيش ساكنتها.
غير أن السؤال المحير الى اليوم من يحاسب من تسببوا في هذا النزيف للمصيدة، ومن يوقف من تلطخت أيديهم بقتل الأخطبوط ومن دفنوه بعدهم ؟.