الداخلة الآن : عن هيسبريس
تناسلت خلال الأسابيع الماضية العديد من حالات الاعتداء والسرقة في شوارع العاصمة الاقتصادية، بعضها تسبب في عاهات للمعتدى عليهم، وبعضها استدعى إجراء عمليات تجميل لآخرين لعلاج ما يمكن علاجه بعدما تم الاعتداء عليهم على مستوى الوجه وأطراف من الجسد بواسطة السلاح الأبيض.
ظاهرة "التشرميل" باتت تثير مخاوف في صفوف المواطنين، وأصبحت مادة لنشطاء الفضاء الأزرق الذين ينشرون في كل مرة صورا ومقاطع فيديو تبرز جسامة وخطورة الأفعال التي يقدم عليها شبان فاقدون للوعي بسبب الحبوب المهلوسة.
فؤاد بلمير، باحث في علم الاجتماع، يرى أن ظاهرة العنف الحضري لا تعني مدينة الدار البيضاء أو المدن الكبرى في المغرب فقط، "بل إن جميع المدن الكبرى في العالم تعرف هذه الظاهرة، ذلك أن جميع المدن الميتروبولية في أمريكا الجنوبية تسجل عددا من الاعتداءات وجرائم القتل؛ إذ تشير الإحصائيات إلى تسجيل جريمة قتل كل 14 دقيقة".
وأورد بلمير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العاصمة الاقتصادية تعد رئة الاقتصاد الوطني، وتتميز بوجود أحياء هامشية وأخرى تشبه أحياء بباريس، وهو ما يجعل المواطن يسجل وجود هذه الظاهرة بها".
ويرى الباحث نفسه أن لـ التشرميل" أسبابا متعددة، فـ "هناك أسباب كلاسيكية، من مشاكل اقتصادية واجتماعية وتحلل الأسر والهدر المدرسي والبطالة، وهناك عوامل سياسية".
وأكد الباحث السوسيولوجي أن "التشرميل" ملتصق بالمخدرات، خصوصا الحبوب المهلوسة، ذلك أنه "في الفترة السابقة كان تعاطي المخدرات يقتصر على الكيف أو الحشيش، بينما اليوم يتم التعاطي للحبوب المهلوسة التي تحول المدمنين عليها إلى حالات لا يمكن التحكم في سلوكها".
ويرى بلمير أن من بين أسباب الظاهرة أيضاً، "تحوّلُ المغرب من منطق العائلة إلى الأسرة النووية، وكذا وجود طبقة بورجوازية تمتلك المال وتمارس عنفا رمزيا خطيرا، ما ينتج عنه رد فعل من طرف هؤلاء المشرملين".
وبحسب الباحث في علم الاجتماع ذاته، فإن مواجهة الظاهرة تقتضي توفير الموارد البشرية في الجانب الأمني بالدار البيضاء، التي اعتبرها غير كافية، لافتا أيضا إلى أنه "رغم أن الأمن والسكينة مسؤولية الدولة، إلا أن المواطن عليه أن يساهم في ذلك، حيث هناك مشرملين عليه التبليغ عنهم، وبالتالي تشجيع الناس على فعل ذلك للمساهمة في الحفاظ على الأمن".
وأشار المتحدث نفسه إلى كون المشروع التنموي الجديد الذي دعا إليه الملك محمد السادس، "أكيد سيأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، وخاصة الشباب الذين يتحولون إلى مشرملين، كما يجب إعادة الاعتبار للقيم"، معتبرا أن "الحفاظ على الأمن والاستقرار هو ثروة المغرب".