الداخلة الآن
مرحبا بكم في "جماعة إمليلي القروية" حيث لا تكفيك أزيد من ساعة ونصف في الطريق لتصل لهذا المكان المجهز بمنازل ومرافق عمومية عديدة "مسجد، مقر الجماعة، مقر الدائرة..الخ". لكنها مقرات خالية من أي حياة. اللهم من بعض الكلاب الضالة التي وجدت تجهيزات عمرانية من المال العمومي تقيها حر الشمس وقساوة البرد.


حين تدخل لهذه البنايات الفارغة والموحشة تخال نفسك في مشهد من فلم "الرعب" الامريكي "للتلة عيون". فلا حياة بهذا المكان ولا أحد يعرف لما تم صرف ميزانيات ضخمة على هذه البنايات لتبقى موصدة وتتآكل في وجه التعرية وعوامل المناخ.


ثم كم من الأموال ضاعت هنا وبذرت من أجل أن ترسم الدولة خطتها للتنمية بالصحراء، خطة لا تعدو أن تكون تبذيرا للمال العام في جماعات وهمية لا تتوفر على أدنى المقومات الموضوعية والقانونية لتكون جماعات ترابية تستحق الإستقلال المادي والإداري.


أثناء رحلتنا لهذا المكان كانت أسئلة عديدة تراودنا حول حجم الأموال التي أنفقت هنا. وحول المعضلات الإجتماعية والأسر المعدمة التي كانت ستعول تلك الأموال لو أنها صرفت بمكانها الطبيعي. ثم من يراقب مجلس الجماعة الذي يشيد ويبني للمجهول ويضع لبنات قرية صغيرة لا تعيش بها إلا الكلاب الضالة.


ليبقى السؤال يحذونا. متى تنهي الدولة عبث الجماعات الترابية الوهمية ؟
