الداخلة الآن
أثبتت دورة فبراير داخل مجلس بلدية الجماني. بأن أغلبية هذا الأخير يتعاملون معه بعقلية التلميذ المرعوب من معلمه المتشدد. حيث بمجرد خروجه لتدخين سيجارته ينبري أتباعه للمعارضة بالكلام المستفز والخارج عن النص. وحين يدخل المعلم يصمت الجميع ويتبرأ من كلامه براءة الذئب من دم يوسف.
الجماني المعلم لم يكتفي تلامذته بهذا القدر من محاولة جر النقاش للملاسنات والذي كان لأول مرة نقاشا يلامس المعقول بشكل كبير. بل تعدى ذلك حين حاول نائبه الأول فرض التصويت قبل المناقشة في محاولة إحياء أمجاد دورات الخمس دقائق التي كانت خلال مجلس ما قبل الأنتخابات الفارطة. وحين رفضت المعارضة ذلك تدخل آخرون من تلامذة الصف من أجل فرض التصويت وعلى عينك يا أبن عدي، لولا تدخل المعلم مرة أخرى لإكمال المناقشة.
دخل المعلم مرة أخرى وتراجع التلاميذ عن مطلبهم، بل تبرأوا منه مرة أخرى. وفتح النقاش الذي تفاعل معه معلم القسم البلدي بشكل إيجابي لا يمكن لعاقل إلا تثمينه. ولو أن المعلم الجماني ألجم تلامذته عن الشغب عند خروجه في كل مرة للتدخين وتعامل مع المعارضة بكل أريحية بعيدا عن الفكر الإقصائي الذي شاب معاملته من قبل، لكانت الأمور داخل المجلس على أحسن من ما يرام.
تلامذة الجماني الذين دجنوا هيكلة لتدبير النفقات، كان "الزفت" شعرتها الخفية وأساس بنيانها المرصوص وعبارة دورة فبراير الخالدة. بل تفاخروا "بالزفت" وبما ستجنيه المدينة وأحياءها من التزفيت الفائق الجودة. ورغم أن المجلس الإقليمي الذي يجلس رئيسه في الصف البلدي كان قد برمج "الزفت" من قبل لإعادة تهيأة المجال الحضري. إلا أن ضربة المعلم الجماني بدأت "بالزفت" وأنتهت "بالزفت".
وللزفت حظوظ مع المعلم الجماني على ما يبدو. رغم أننا كنا نأمل زفتا من نوع مسرح بلدي أو ساحات مخصصة للأطفال. أو أماكن للترفيه وكورنيش على شاكلة "عين الدياب" أو "الساحل الأكاديري". إلا أن قدرنا على ما يبدو في مدرسة الجماني الحميدة "للتزفيت" أن يكون "الزفت" للمزاليط والميزانيات للمحظوظين من تلاميذ الصف.
على أمل أن يتفكر في حالنا المعلم قبل تلامذته.