 |
حمدي سامو |
الداخلة الآن: حمدي سامو
يعمل العديد من الشخوص و المؤسسات الإعلامية المرئية و المكتوبة على التسابق لحل شيفرة تراثنا التليد ... هذا الأخير الذي يبقى عويصا على من لا يهمهم الأمر .
فلما هذا الإهتمام ..؟؟ و لمن هو موجه ..؟؟
عندما نلاحظ البرامج التراثية التي تعرضها هذه الوسائل الإعلامية الأنفة الذكر يتسابق إلى مخيلتنا مدى الحصار المضروب على تراثنا . فمن تشويه اللهجة الحسانية إلى حصره في "خيمة و جمل " و لعبة "السيك" ... في حين أن تراث أجدادنا أكبر و أشسع من ذلك خاصة و أنه زبدة و عصارة تجاربهم الكثيرة .
فما لا يعرفه الكثيرين أن أبائنا كانوا يعرفون "الفلك" بحيث قسموا العام إلى أربعة فصول لكل منهم سبعة نجوم ذوات أسماء مختلفة لضبط الأزمنة و الفصول و كذلك للإهتداء بها عند السير ليلا " السهيل و بالهادي" ... كما طوعوا الطبيعة لصالحهم فصنعوا الألعاب لتسلية " ظامة و فرسان خيل أمبية ..." و عملت الأمهات على إرضاع مكارم الأخلاق لأبنائهن حيث كن يحثهن على مد يد العون للكبير و الصغير و الجار ... و الغريب قبل الصديق .
و هكذا عاشت ساكنة المنطقة في سكينة و هدوء ردحا من الزمن كان لطابع "أيت أربعين" الكلمة الفصل في حل المشاكل الخلافية و القضائية التي كانت تنشب بين بعض الأفراد ....
و يبقى هذا قيض من فيض لكن كان لابد من التأكيد لكل من يهمهم الأمر أن تراثنا التليد لن يبقى لوحة رومانسية تعلق على جدران المهرجانات و المتاحف التي تقام لهذا الغرض ...
بل يعتبر تراثنا العريق أكبر من ذلك بكثير لكونه يسكنا و نهيم بعشقه و الكل مطالب بإحيائه و بعثه من جديد ...
فنحن وهو روح واحدة لجسدين ...
www.dakhlanow.com