الداخلة الآن
منذ سنوات والمرأة الصحراوية تحارب جاهدة أن تجد موطأ قدم لها وسط مجالات كانت الى الأمس القريب حكرا على الرجل. بل إن مجرد تواجد المرأة بها يعد ضربا من العيب والعار المجتمعي. فكان لزاما مع تطور العصر وتنامي الوعي بحقوق المرأة كشريك مجتمعي للرجل وليست تابعا له، أن تأخذ فرصتها في التألق والنجاح.
ولعل الإعلام السمعي والمرئي كان ولايزال أحد تلك المجالات بالصحراء التي ظلت لعقود أحد القطاعات الذكورية المحضة. في وقت لم يكن يحسب للمرأة بالصحراء أي حساب وسط الإذاعة والتلفزة الوطنية. ولعل الداخلة لم تكن أستثناءا ولا إذاعتها الجهوية كذلك التي طالما أطربتنا بحناجر ذكورية مختلفة حتى وسمت فيها نسوة من بنات المدينة أذان المستمعين بأصواتهن الناعمة.
الرباب اللب وفاطمة الزبير وأخريات ظللن صوت الإذاعة الناعم الذي أشتهر لسنوات بإبداعه على أمواج الداخلة الجهوية. فكرس نجاح المرأة الصحراوية في كسر طابوهات ذكورية لم يعتقد أشد المتفائلين أن تجد فيها المرأة مكانا لصعوبة كسر سنوات من التقاليد وعادات المجتمع الذكوري بالصحراء.
اليوم إبنت الداخلة "الرباب اللب" تكرم بمكناس بالجائزة الكبرى للصحافة. وترفع رأس جهتها عاليا وسط جهات المغرب. لتثبت أن النجاح طريق مكتوب للإنسان مهما أختلف جنسه ولونه وشكله. ولتخط من بين الكثبان أسم المرأة الصحراوية في سماء العاصمة الإسماعيلية.
فهنيئا للرباب وهنيئا للمرأة الصحراوية نجاحها.